روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | أشعر بعقدة نفسية وأعاني الوحدة.. ماذا أفعل؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > أشعر بعقدة نفسية وأعاني الوحدة.. ماذا أفعل؟


  أشعر بعقدة نفسية وأعاني الوحدة.. ماذا أفعل؟
     عدد مرات المشاهدة: 3121        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في عقدة نفسية وأشعر أني وحيد في هذا العالم.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أشكر لك أولا زيارة الموقع وثقتك بالقائمين عليه وأسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد لم تذكر في سؤالك سوى أنك في (عقدة نفسية وشعور بالوحدة في هذا العالم) والحقيقة أن ما ذكرته في سؤالك من معلومات متعلقة بحالتك هي معلومات مقتضبة جدًّا ولا تكفي للوصول إلى تشخيص واضح ومحدد يمكن الانطلاق منه لتوصيف العلاج. ولكن يمكن أن نتحدث إليك بشكل عام. المشاعر النفسية لدى كل إنسان- كما تعرف- لا تبقى على حال واحدة طوال الوقت. بل تتراوح ما بين الضيق والفرح، وما بين الكآبة والانبساط، وما بين الإقبال على الدنيا والإعراض عنها، وما بين الخوف والتوتر والاطمئنان والسكينة. فالنفس لا تبقى على وتيرة واحدة. وهذا التفاوت والاختلاف من حال إلى حال ومن وقت إلى آخر هو أمر طبيعي تماما ولا يدعو إلى القلق أو التساؤل. وذلك يحدث لأن الإنسان في هذه الدنيا يتعرض إلى مواقف وأحداث كثيرة متعددة في ليله ونهاره. ومن تلك الأحداث ما هو محبب للنفس، ومنها ما هو مكروه لها، ومنها ما يثير الخوف والقلق، ومنها ما يبعث على الاطمئنان والرضا. ولما جبل الله عليه الناس من اختلاف في طبائعهم وما نشئوا وتربوا عليه، وما يرونه حولهم من سلوكيات وتصرفات من القريب والبعيد، يضاف إلى ذلك ما يقرؤونه ويتعلمونه من مختلف المصادر المعرفية، فإن تأثرهم بما يجرى حولهم وما يتعرضون لها من المسرات والأحزان يختلف اختلافا كبيرا. وربما يتعرض شخصان لنفس المؤثر وبذات المقدار إلا أن استجابتهم النفسية تختلف في ذلك اختلافا ملحوظا ويبقى ذلك كله في الإطار الطبيعي المقبول. حينما نتحدث عن التغيرات النفسية المرضية، فإن هناك محددات علمية متعارف عليها لدى المختصين يمكن من خلالها الحكم على الحالة والوصول إلى تشخيص محدد ودقيق، ومن ثم بدء العلاج تبعا للطرق العلمية المعروفة. ولهذا علينا أن نسأل هنا سؤالا مهما: هل ما وصفت من تغيرات نفسية هي من قبيل التغيرات الطبيعية التي تمر على كل أحد وتبقى في إطارها الطبيعي غير المرضي، وبالتالي لا تحتاج معها إلى أية علاجات سوى التوعية النفسية وبعض المهارات الذهنية والسلوكية في كيفية التعامل معها؟ أم أنها ربما تكون عرضًا لمرض نفسي تحتاج معه إلى مراجعة طبيب نفسي وبدء العلاج؟ هناك مقاييس يمكن من خلاها التعرف إلى أي الاتجاهين ومن ذلك:

- وقت الشعور بالعقدة النفسية والوحدة ومدى تكررها في الأسبوع أو الشهر.

- درجة الشعور بالتضايق وأثرها على حياتك ونشاطك وعلاقاتك ونظرتك لنفسك ولمن حولك.

- وجود أعراض أخرى مثل التغير في النوم أو الشعور بالضعف العام وقلة الرغبة في العمل وضعف شهية الأكل، أو التغير في الوزن أو الآلام البدنية العامة أو الشعور باليأس أو تأنيب الضمير.

- وجود تاريخ مرضي سابق فيك أو في عائلتك لأمراض نفسية.

- وجود مؤثرات اجتماعية أو شخصية سلبية أو إيجابية. وعليه فأنا أنصحك إذا ما استمر شعورك بتلك الأعراض أن تراجع طبيبًا نفسيًّا تعرض عليه مشكلتك، وبعون الله تجد لديه الحل. وفقنا الله وإياك لكل خير.

الكاتب: د. محمد العتيق.

المصدر: موقع المسلم.